برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Sunday, January 11, 2009

الحرب على غزة


مجلة تايم الأمريكية، 31 ديسمبر 2008 - 12 يناير 2009

ترجمة: علاء البشبيشي


بعد شن إسرائيل حربها على غزة، والتزام أوباما الصمت حيال ذلك، ما هو موقف الإدارة الأمريكية الجديدة، في وقت ارتفع فيه سقف المخاطر؟! وما هي الأهداف التي ترمي إليها إسرائيل من وراء ذلك؟ تساؤلان طرحتهما مجلة تايم الأمريكية، التي وقفت بالتأكيد، وكعادتها إلى جانب إسرائيل، محمِّلة الفلسطينيين – الذين يموتون – مسئولية الحرب التي اشتعلت ولا يدري أحد متى ستخمد جذوتها.
في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم السابع والعشرين من ديسمبر الماضي، ملأ صوت دوي سماء البحر المتوسط اللازوردية، كان ذلك صوت القنابل والصواريخ الإسرائيلية تدك قطاع غزة. تسلق العديد من الإسرائيليين التلال الخضراء المنخفضة خارج سديروت، وابتهجوا حينما شاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من قطاع غزة، بعدما قصفته 64 طائرة حربية إسرائيلية، مرة تلو الأخرى. لكن تحت الدخان الأسود تبين أن إسرائيل كانت تقصف المدنيين، وليس فقط رجال حماس.
وبحلول الثلاثين من نفس الشهر كان عدد القتلى في صفوف الفلسطينيين ارتفع إلى 375، بينما جُرح 1500 آخرون، بينهم 62 على الأقل من المدنيين، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
هذا الميل في موازين القوى قاد بالطبع إلى اتهامات وُجِّهت لإسرائيل باعتبارها قد "أسرفت في القتل"، إلا أن إدارة الرئيس بوش ألقت باللائمة على حماس، رغم توجيه باقي زعماء العالم أصابع اللوم باتجاه إسرائيل، بمن فيهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي وبَّخها على خلفية ردها "الغير متكافئ".
وبشكل يستدعي مزيدًا من النقاش، ظل الرئيس المنتخب الجديد، باراك أوباما، صامتًا لم ينبس ببنت شفة، تعليقًا على الحرب الدائرة، واكتفى المتحدث باسمه بالاستشهاد بالمبدأ القائل: لا يمكن أن يكون هناك رئيسان في نفس الوقت".
ومن المرجح أن تتصاعد لهجة الإدانة بالتناسب مع حجم الصراع، في حرب وصفها أحد كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي بقوله: "ستكون حرب الندامة". فأول قواعد إطلاق الحملات العسكرية هو أن تعرف كيف ستنهيها، وإسرائيل تنقصها الرؤية الواضحة لكيفية الخروج من غزة.
إذن إسرائيل لا تعرف كيف ستخرج من المستنقع الذي أوقعت نفسها فيه. ويتضح ذلك جليًا بعد قراءة سريعة للنتائج الأولية التي أسفر عنها الاجتياح البري لقطاع غزة، بعدما سقط جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، وربما أسير.
وتُكمِل المجلة لتستعرض الأهداف التي تعهد بها أولمرت قبل ذهابه إلى تلك الحرب، وكيف أنها رغم تواضع سقفها، إلا أنه من الصعوبة بمكان تحقيقها، مما ينذر بضربة قاصمة هذه المرة لأولمرت الذي يبدو أنه سيخرج من رئاسة الوزراء بلا عودة، وربما لوزيرة الخارجية ليفني التي يتوقع لها الكثيرون مستقبلا باهرًا في قيادة الدولة اليهودية.
وفي محاولة للهروب من الوصمة التي خرج بها من حربه مع حزب الله في لبنان، أعلن إيهود أولمرت أهدافًا متواضعة هذه المرة: لم يتعهد بالإطاحة بحماس، أو حتى وقفًا دائمًا لإطلاق الصواريخ من غزة. وهما الهدفان اللذان يتطلبان إعادة احتلال إسرائيل للقطاع لفترة طويلة، الأمر الذي يمثل مخاطرة محتملة قد تؤدي إلى خسائر فادحة.
بدلا من ذلك يأمل أولمرت أن ينجح استعراضه العسكري الكبير في إقناع حماس بوقف تكديس الصواريخ طويلة المدى، والقبول بشروط وقف إطلاق نار جديد، يتضمن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي أُسر في عام 2006.
لكن حتى هذه الأهداف المتواضعة سيكون من الصعوبة بمكان تحقيقها؛ فبالرغم من الحصار الذي استمر 18 شهرًا على قطاع غزة، أظهرت حماس مهارة كبيرة، ونجحت في إدخال صواريخ إلى القطاع.
ورغم ورود تقارير تفيد بأن إسرائيل تعد لهدنة ما، فمن المشكوك فيه أن يوافق الطرفان على عقدها قبل أن يوقع أحدهما أضرارًا في صفوف غريمه. إلا أن أحد قادة حماس البارزين أخبر مجلة تايم عبر الهاتف من غزة بأن شروط الحركة في غاية البساطة: "إذا ما أوقفت إسرائيل غاراتها على غزة، ورفعت حظرها المفروض على المعابر، سنذهب إلى عقد تهدئة فورية".

No comments: