
ذا نيو ريبابلك، 2 فبراير 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
بدأ نجم أمريكا ورأسماليتها المنهارة في الأفول منذ فترة، وأصبح القادة والمُنَظِّرُون يُصَرِّحُون بذلك علانيةً، بعد أن خجلوا من الاعتراف به طويلًا، اللهم إلا القليل الذي لا يزال يدافع عن تلك الورقة الخاسرة، من أمثال مجلة ذا نيوريبابلك؛ التي رغم اعترافها بالواقع المرير الذي تواجهه أمريكا ورأسماليتها، لا زالت ترى أن الفرصة مازالت سانحةً لاستدراك ذبالة المصباح قبل أن ينطفئ.
حتى قبل أن يُدخِل الذعر -الذي شاع في عام 2008- الأسواق المالية في نوبة من الاهتياج، ويَطرح ما بدا كأنه أسوأ ركود عالمي منذ عقود، كان الحديث عن اضمحلال أميركا ينتشر في كل مكان. على المدى الطويل، تواجه الولايات المتحدة نهوض آسيا، وظهور المشكلات المالية التي فرضها برنامج الـ ميدي كير، وغيره من برامج الاستحقاق.
وعلى المدى القصير، هناك شعور بأنه بعد 8 سنوات من قيادة جورج بوش لأمريكا فإن العالم، المليء بالاحتقار لطريقة عيشنا، ربما يكون قد أضحى بعيدًا عن دائرة تحكمنا، أو دائرة تحكم أي قوة أخرى.
ببساطة لقد رفع الذعر المالي كل هذا الهلع والاضطراب إلى درجة الغليان، ويبدو أن الإجماع الآن أصبح على كون الولايات المتحدة ليست فقط معرضة لخطر الاضمحلال، بل أصابها ألمٌ مفاجئ ناتج عن بداية ظهور عالم ما بعد أميركا.
ربما.. لكن تاريخ الرأسمالية الطويل يطرح احتمالية أخرى؛ فبعد كل شيء شهدت الرأسمالية أزمات مالية ومخاوف منذ القرن السابع عشر. وقد كانت مخاوف أعوام 1837 و 1857 و 1893 و 1907 بشكل خاص أكثر حدة، فيما بلغت هذه المخاوف ذروتها خلال التدهور العظيم في عام 1929، الذي لم تنته آثاره حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. تلا ذلك سلسلة من الأزمات كان آخرها الأزمة المالية العالمية التي يشهدها العالم الآن.
هذه السلسلة من الأزمات القاسية لم تعرقل نهوض النظام الرأسمالي العالمي، الذي تمركز بداية في المملكة المتحدة، ثم في قوة الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.
وبعد مرور أكثر من 300 عام، من المعقول أن نخلص إلى أن الأزمات المالية والاقتصادية لا تهدد النظام الرأسمالي العالمي، أو الدور الخاص الذي تلعبه قوى خاصة مثل أمريكا وبريطانيا دخل هذا النظام. والعكس يبدو صحيحًا، فالأزمة المالية، بشكل ما، تعزز القوة الإنجليزية والتطوير الرأسمالي.
ولن تكون هذه الأزمة المالية آخر مسمار في النعش الأميركي، بل ستعيد الحياة إلى القوة الأميركية في مواجهة منافسيها.
No comments:
Post a Comment