
ذي إيكونوميست، 26 سبتمبر-2 أكتوبر 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
غيَّرت الهواتف النقَّالة شكل الحياة في الدول الفقيرة، فبعدما كان استخدام هذه التقنية مقتصرًا على طبقة الأغنياء، أصبح الآن في متناول الجميع حتى الفقراء
أسبوعية ذي إيكونوميست سلطت الضوء على الأموال التي تُنفَق على الجوَّال، موضحة كيف أنها أثرت على الاقتصاد كما أثرت الهواتف نفسها على البشر
عوَّضت هذه الهواتف عدم كفاءة البنى التحتية، كالطرق السيئة، وخدمة البريد البطيئة، وسمحت للمعلومات بالتنقل بحرية أكثر، وجعلت الأسواق أكثر فعالية وأطلقت رجال الأعمال من عقالهم.
كل هذا كان له تأثير مباشر على النمو الاقتصادي: كل 10 هواتف نقالة إضافية لكل مائة شخص في الدول النامية تعزز نمو الناتج المحلي الإجمالي بـ 0,8%، وفقًا لتقديرات البنك الدولي. يوجد الآن 4 مليارات مستخدم للهاتف المحمول في العالم، ثلاثة أرباعهم من الدول النامية، (بحسب منظمة الاتصالات "انترناشيونال تليكوميونيكيشن يونيون" التابعة للأمم المتحدة). حتى في أفريقيا، يمتلك أربعة من كل عشرة أشخاص هاتفًا نقالا.ومع هذه الكثرة في الهواتف النقالة، تلوح في الأفق فرصة جديدة، حيث تنتقل الأموال بسرعة توازي سرعة إرسال رسالة نصية عبر الهاتف النقال.
في الدول النامية يذهب المستهلكون إلى المحلات الصغيرة لشحن رصيدهم. هذه الخدمة جعلت صغار التجار يتعاملون كما لو كانوا فروعًا لأحد البنوك. فبإمكانهم أخذ أموالك وتحويلها إلى رصيد في هاتفك، وبإمكانك أنت بعد ذلك تحويل أموال إلى مستخدم آخر عن طريق إرسال رسالة نصية.
ويمكن لانتشار أموال الهواتف النقالة في بلدان فقيرة أخرى، لا سيما في أفريقيا وآسيا، أن يكون له تأثير ضخم: فهذه طريقة أسرع وأكثر أمنًا لتحويل الأموال مقارنة بالبدائل الأخرى مثل تحويل الأموال البطئ والمكلف عن طريق البنوك ومكاتب البريد، أو حتى تسليم مظروف بالنقود لأحد سائقي الحافلات. وبدلا من إهدار يومٍ كامل في السفر بالحافلة إلى أقرب بنك، فإن متلقي الأموال في المناطق الريفية بإمكانهم قضاء مثل هذا الوقت في القيام بأعمال تدر عليهم فائدة أكثر.
No comments:
Post a Comment