برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Thursday, October 8, 2009

وداع النفط الطويل

فورين بوليسي، سبتمبر- أكتوبر 2009
ترجمة: علاء البشبيشي

بين الفينة والأخرى يخرج المحللون ليبشروا بقرب نضوب النفط، وتمضي الأيام ولا يحدث شيء، لكنهم لا يملون من تكرار هذه النظريات، ربما بأثواب أخرى. تحت عنوان (وداع النفط الطويل) أعدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية تقريرًا خاصًا حول التحديات التي تواجه مستقبل النفط، رغم اعترافها ببلوغ عطش العالم له حدًا غير مسبوق.

تتوقع إدارة الطاقة الأمريكية ووكالة الطاقة الدولية أن يرتفع استخدام العالم للطاقة بنسبة 50% في الفترة بين عامي 2006 و 2030، وأن يستمر النفط في توفير 30% أو أكثر من استهلاك العالم من الطاقة في عام 2030. لكن هل يحدث ذلك فعلا؟
بداية، يُعتَبر النفط صناعة عالمية ترجع بداياتها إلى عام 1861 حين أُرسِلت أول شحنة من الكيروسين من بنسلفانيا إلى بريطانيا. ولعقودٍ ظلت معظم الأسواق –وهي الحلقة الأهم- في أمريكا الشمالية وغرب أوروبا واليابان، حيث كان النمو أيضًا. وأثناء حرب الخليج الأولى في عام 1991 كانت اليابان ما تزال مصدرة للنفط. لكن النمو تحوَّل الآن إلى الصين والهند، وغيرهما من الأسواق الصاعدة، بالإضافة إلى منطقة الشرق الأوسط.
هناك العديد من الأسباب وراء الارتفاع الصاروخي للأسعار العام الماضي، تتراوح بين علم السياسة الطبيعية وضعف الدولار وتأثير الأسواق المالية والبورصة. لكن الشرارة الأولى كانت بسبب الارتفاع الكبير في الطلب نتيجة النمو الاقتصادي في الدول الصاعدة. هذا التغير ربما يكون أشد تأثيرًا مما يتخيل البعض: فقد شهدت الصين هذا العام إقبالا على شراء السيارات الجديدة يفوق ما شهدته أمريكا في نفس القطاع. وحينما يستعيد الاقتصاد عافيته مجددًا، سيؤدي التغير في معدلات الطلب على النفط في هذه الدول الصاعدة إلى نتائج حاسمة.
الأمور واضحة: المزيد من المستهلكين يعني المزيد من الطلب. لكن ماذا عن السياسة؟ توجد نبوءات حالكة، تغذي السيناريو الجديد حول التوتر العالمي.. منافسة، أو حتى صِدام، بين الصين والولايات المتحدة على مصادر النفط النادرة. ويؤيد هذا السيناريو نموذجًا تاريخيًا معروفًا هو الصراع بين بريطانيا وألمانيا "الصاعدة" والذي انتهى بكارثة في الحرب العالمية الأولى.
هذا السيناريو رغم إقناعه، لا يتوافق في الواقع مع الطريقة التي تعمل بها أسواق النفط العالمية. الصينيون قطعًا لاعبون جدد مستعدون وقادرون على دفع أعلى الأسعار للحصول على تأشيرة دخول إلى مصادر النفط الحالية والمستقبلية، وإقراض الدول المنتجة للنفط لضمان إمدادها بالنفط مستقبلا.

No comments: