
نيوزويك، 6-12 أكتوبر 2009
ساركوزي يغار من أوباما، ورغم تلاقى أهداف الرئيسين، فإن أسلوبَي عملهما يمكن أن يصطدما.
مالذي جعل مجلة نيوزيوك الأمريكية تقول ذلك رغم أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وقف في مواجهة إيران كتفا بكتف إلى جانب الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في بتسبيرغ الأسبوع الماضي؟.
ترى المجلة: إنه في حين بدا عرض التضامن المسرحي بين الرؤساء الثلاثة يحمل الكثير من الانسجام، إلا أن لغة الجسد حملت رسالة مختلفة؛ فقد كان أوباما وبراون واقفين حقا جنبا إلى جنب، أما ساركوزي فقد كان يقف بعيدا عنهما، وبدا عليه وكأنه طُلِب منه أن يكون الرجل الأفضل في حفل عُرْس رجلٍ غريب.
مالذي جعل مجلة نيوزيوك الأمريكية تقول ذلك رغم أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وقف في مواجهة إيران كتفا بكتف إلى جانب الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في بتسبيرغ الأسبوع الماضي؟.
ترى المجلة: إنه في حين بدا عرض التضامن المسرحي بين الرؤساء الثلاثة يحمل الكثير من الانسجام، إلا أن لغة الجسد حملت رسالة مختلفة؛ فقد كان أوباما وبراون واقفين حقا جنبا إلى جنب، أما ساركوزي فقد كان يقف بعيدا عنهما، وبدا عليه وكأنه طُلِب منه أن يكون الرجل الأفضل في حفل عُرْس رجلٍ غريب.
في دخيلة نفسه ربما اعتقد ساركوزي أن ذلك العرض كان يجب أن يكون عرضه ، أو عرضه مع أوباما فقط على الأقل. منبر مجموعة الـ20 هو منبرٌ دفع ساركوزي العام الماضي لإنشائه. كما أن حكومة ساركوزي تصدرت مواجهة إيران بصدد نواياها النووية.وساركوزي يريد أن يقود: فقد أوضح العام الماضي أنه لم يرد الترجل عن سدة الرئاسة الأوروبية حين انتهى عهد الأشهر الستة التي كان فيها في ذلك المنصب. وساركوزي يريد أن يتصرف: فقد أظهر ذلك في أماكن بعيدة مثل خليج عدن، حيث كان الجنود الفرنسيون هم أول من توقفوا عن دفع المال للقراصنة الصوماليين وبدأوا بإطلاق النار عليهم.
منذ أن أصبح ساركوزي رئيسا في صيف 2007، أي قبل سنة ونصف السنة من حلف أوباما اليمين الرئاسية، فإنه كان متقدما على موقف الولايات المتحدة في قضايا عدة تتراوح بين القراصنة الصوماليين وإيران ومجموعة الـ20، إلى قضية تعويض أصحاب السيارات القديمة المفرطة في استهلاك الوقود لمساعدتهم على شراء سيارات أحدث وأكثر ترشيدا في استعمال الوقود وقضية الضريبة على انبعاثات الكربون و"أفغنة" حرب أفغانستان والتعايش مع عدوانية روسيا وفتح الباب للسلام مع سوريا. أسلوبه يتمثل في أن يكون في كل مكان في الحال وفي الأوقات جميعها ـ فهو الرئيس الزائد النشاط كما تصفه الصحافة الفرنسية ـ وفي هذا أيضا يبدو أوباما وكأنه يتبع خطاه.
لكنه ليس كذلك في الواقع. بل حقيقة الأمر أن العلاقات بين الرجلين لم تكن مثالية بأي معيار كما لم تكن فعالة دائما. ومن غير الواضح أحيانا ما إذا كان أوباما يلاحظ نظيره المفرط النشاط. وهو ما يفسر هوس هذا الرجل الباريسي بأوباما.
منذ أن أصبح ساركوزي رئيسا في صيف 2007، أي قبل سنة ونصف السنة من حلف أوباما اليمين الرئاسية، فإنه كان متقدما على موقف الولايات المتحدة في قضايا عدة تتراوح بين القراصنة الصوماليين وإيران ومجموعة الـ20، إلى قضية تعويض أصحاب السيارات القديمة المفرطة في استهلاك الوقود لمساعدتهم على شراء سيارات أحدث وأكثر ترشيدا في استعمال الوقود وقضية الضريبة على انبعاثات الكربون و"أفغنة" حرب أفغانستان والتعايش مع عدوانية روسيا وفتح الباب للسلام مع سوريا. أسلوبه يتمثل في أن يكون في كل مكان في الحال وفي الأوقات جميعها ـ فهو الرئيس الزائد النشاط كما تصفه الصحافة الفرنسية ـ وفي هذا أيضا يبدو أوباما وكأنه يتبع خطاه.
لكنه ليس كذلك في الواقع. بل حقيقة الأمر أن العلاقات بين الرجلين لم تكن مثالية بأي معيار كما لم تكن فعالة دائما. ومن غير الواضح أحيانا ما إذا كان أوباما يلاحظ نظيره المفرط النشاط. وهو ما يفسر هوس هذا الرجل الباريسي بأوباما.
المشكلة- كما تراها المجلة- أن كلا منهما يتوقع أن يكون في موقع القيادة في أي مبادرة: أوباما لأنه رئيس الولايات المتحدة وساركوزي لأنه طموح جدا، والفرنسيون طموحون جدا بالنسبة إلى رئيسهم أيضا.شخصيتا الرئيسين المختلفتان جدا يمكنهما أن تصطدما: أوباما المبتسم دائما إنما النائي بنفسه بعيدا، يعامل ساركوزي على أنه واحد من كثيرين لا يساوونه في الأهمية في أوروبا، فيما ساركوزي، الذي يربت على كتف من يلتقيهم دائما، يحب وصف الرئيس الأمريكي بأنه "صديقه الحميم"، مع أنه لم يتمكن من حمل أوباما على مبادلته ذلك القول.
إن عقدة ساركوزي من أوباما باتت الآن موضع تكهن دائم في وسائل الإعلام في فرنسا، ويمكن أن تصبح مشكلة حقيقية إن لم تقم إدارة أوباما بمجهود أكبر لفهمها. فهذه ليست قضية سياسات وشخصيات، بل هي قضية سياسية داخلية. ففي الضواحي الفرنسية المضطربة، أصبح الكثير من الشبان المتحدرين من أصول عربية وأفريقية ممن كانوا يرتدون القمصان التي تحمل صورة تشي جيفارا يرتدون الآن القمصان التي تحمل صورة أوباما. وقد أظهر استطلاع أُجري على ضفتي المحيط الأطلسي أخيرا أن أوباما يتمتع بنسبة تأييد استثنائية بلغت 88 بالمائة في فرنسا، فيما يحظى ساركوزي عادة بأقل من 50 بالمائة. وكما حذر بعض الصحافيين الفرنسيين السفير الأمريكي الجديد أخيرا في اجتماع خاص، فإذا خشي ساركوزي يوما من أن يحاول الرئيس الأمريكي تجاوزه ومخاطبة الشعب الفرنسي مباشرة بصدد قضايا مهمة، فإن صداقة ساركوزي النـزقة قد تتحول إلى عداوة مريرة.وفي حين أن أوباما يريد المزيد من حلفائه، فإن ساركوزي الذي يشعر بالمرارة وبأنه لم يحصل على التقدير الكافي قد يُغرَى بأن لا يتعاون مع الرئيس الأمريكي.مثل هذه الخلافات قد يكون من السهل التغلب عليها لو كان الزعيمان يتشاطران الثقة الكاملة التي يصفها الفرنسيون بالتضامن الكامل. ولكنهما لا يفعلان ذلك. الرئيس الأمريكي هو زعيم شديد المراس متخرج من مدرسة شيكاغو، ولكنه ليس متشددا بما يكفي بالنسبة إلى الرئيس الفرنسي.
يا للخسارة إذن، الرجلين ليسا أقرب إلى أحدهما الآخر مما هو الواقع. لأنه الشراكة حين تنجح بينهما، فإنها تعود بنتائج بارزة.
إن عقدة ساركوزي من أوباما باتت الآن موضع تكهن دائم في وسائل الإعلام في فرنسا، ويمكن أن تصبح مشكلة حقيقية إن لم تقم إدارة أوباما بمجهود أكبر لفهمها. فهذه ليست قضية سياسات وشخصيات، بل هي قضية سياسية داخلية. ففي الضواحي الفرنسية المضطربة، أصبح الكثير من الشبان المتحدرين من أصول عربية وأفريقية ممن كانوا يرتدون القمصان التي تحمل صورة تشي جيفارا يرتدون الآن القمصان التي تحمل صورة أوباما. وقد أظهر استطلاع أُجري على ضفتي المحيط الأطلسي أخيرا أن أوباما يتمتع بنسبة تأييد استثنائية بلغت 88 بالمائة في فرنسا، فيما يحظى ساركوزي عادة بأقل من 50 بالمائة. وكما حذر بعض الصحافيين الفرنسيين السفير الأمريكي الجديد أخيرا في اجتماع خاص، فإذا خشي ساركوزي يوما من أن يحاول الرئيس الأمريكي تجاوزه ومخاطبة الشعب الفرنسي مباشرة بصدد قضايا مهمة، فإن صداقة ساركوزي النـزقة قد تتحول إلى عداوة مريرة.وفي حين أن أوباما يريد المزيد من حلفائه، فإن ساركوزي الذي يشعر بالمرارة وبأنه لم يحصل على التقدير الكافي قد يُغرَى بأن لا يتعاون مع الرئيس الأمريكي.مثل هذه الخلافات قد يكون من السهل التغلب عليها لو كان الزعيمان يتشاطران الثقة الكاملة التي يصفها الفرنسيون بالتضامن الكامل. ولكنهما لا يفعلان ذلك. الرئيس الأمريكي هو زعيم شديد المراس متخرج من مدرسة شيكاغو، ولكنه ليس متشددا بما يكفي بالنسبة إلى الرئيس الفرنسي.
يا للخسارة إذن، الرجلين ليسا أقرب إلى أحدهما الآخر مما هو الواقع. لأنه الشراكة حين تنجح بينهما، فإنها تعود بنتائج بارزة.
No comments:
Post a Comment