
نيوستيتسمان، 15 أكتوبر 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
هل شعر أحدكم يومًا ببعض العاطفة تجاه حكومة يقودها "توني بلير"؟ تساؤل استنكاريّ طرحته مجلة نيوستيتسمان، في معرض حديثها عن انهيار حزب العمل البريطاني. ذلك الانهيار الذي يُحمِّل الكثيرون رئيس الوزراء الحالي جوردون براون وزره، فيما ترى المجلة أن رئيس الوزراء السابق توني بلير هو الأحق بحمل هذه الأوزار.
خلال الانتخابات التي أُجرِيت على مدار القرن الفائت في المملكة المتحدة، ربما كان يُسوَّغ لحزب العمل البريطاني أن يصرخ قائلا: "لقد خُدِعنا" أو "لقد غُدِر بنا". لكن جُعبَة الحزب أصبحت خالية اليوم من هذه الأعذار، وبات الحزب هذه المرة يحتضر بما كسبت أيدي أعضائه.
إذا كان هناك موضوع مركزيّ لتاريخ السياسة البريطانية خلال النصف الأول من القرن العشرين، فسيكون صعود حزب العمال، ويبدوا أن الموضوع المركزي للسياسة البريطانية خلال النصف الثاني من هذا القرن سيكون تراجع الحزب تمهيدًا لسقوطه.
لقد تحوَّل ماضي الحزب إلى "إرث من رماد"؛ فالحكومة اليوم تحكم البلاد بلا سلطة أو نفوذ، إنها أشبه ماتكون بوزارة من "الأموات الأحياء". ومعظم اللوم في ذلك يُلقى على كاهل "جوردون براون". كثيرون ممن وصفوه يومًا بـ"البطل" و"المُنقِذ"، انقلبوا ضده بوحشية. صحيحٌ أنه أفسد الأمور مرة تلو الأخرى، بدءًا من تدخله لتأميم بنك الائتمان العقاري "نورثرن روك"، مرورًا بالانتخابات التي لم تكن، انتهاءً بـ "لوكربي".
كل ذلك يجعل سلف براون يبدوا وكأنه أفضل بكثير. لكن هل يصلح "توني بلير"، أن يكون هذا الرجل، وهو ذلك الرجل الذي جرَّد حزبه من قوته، وسدد إليه ضربة ربما لن يتعافى منها أبدًا؟ يحلوا لـ "بلير" أن يقول: "التاريخ هو الذي سيحكم عليَّ". ربما يحكم التاريخ عليه باعتباره الرجل الذي دمَّر حزب العمل البريطاني.
في الماضي كان يجد حزب العمل الأعذار التي يُعَلِّق عليها فشله، لكنه هذه المرة يحتضر بما كسبت أيدي أعضائه.
No comments:
Post a Comment