برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, October 23, 2009

الحرب المجهولة


ريزون، أكتوبر 2009

ترجمة: علاء البشبيشي


مثَّلت هزيمة الشيوعية منذ 20 عامًا أعظم لحظات التحرر في التاريخ. ورغم ذلك يبقى الحديث عن هذه المناسبة خافتًا، لماذا؟ تساؤل طرحته مجلة "ريزون" البريطانية على لسان رئيس تحريرها المشارك، والكاتب الأمريكي "مات ويلش".
ليست العبرة المرجوة من كلام "ويلش" مقصورة على الستار الحديدي وانهيار جدار برلين، قبل عقدين من الزمان، لكنها تمتد لتشمل كل الأمور الهامة التي لم تعد تحظى بالاهتمام المناسب في حياتنا.

في 23 أغسطس عام 1989، توقف المسئولون في "الحزب الشيوعي المجريّ" عن حراسة الحدود العسكرية بين بلادهم والنمسا، (واتخذوا قرار تفكيك الأسلاك الشائكة التي أُقيمت في العام 1996 لأسباب أيديولوجية ومالية)، على إثر ذلك اقتحم قرابة 13 ألفًا من ألمانيا الشرقية- معظمهم كان يقضي عطلته على ضفاف بحيرة "بالاتون"- الحدود صوبَ العالم الحرّ. فكان أكبر اختراق للستار الحديدي في التاريخ، تبعته سلسلة من الأحداث الهامة انتهت بعد 11 أسبوعًا بتحطيم جدار برلين.
بعدها بعشرين عامًا، تناولت 4 صحف أمريكية فقط هذا العبور التاريخي. في حين حظيت ذكريات شهر أغسطس (الأخرى) بتغطية إعلامية أكبر، من بينها ذكرى مرور 400 عام على بناء جاليليو لأول تلسكوب، وذكرى مرور 150 عامًا على اكتشاف أول بئر بترول، وحتى ذكرى مرور 25 عامًا على ظهور سلاحف النينجا على شاشات السينما. ومثله ظهور النتائج التي تشير إلى مهرجان "وودستوك" الموسيقي، قبل تلك التي تشير إلى "المجر"، في نتائج البحث على محرك جوجل عن كلمات "ذكرى سنوية" و "حرية" في يوم 23 من أغسطس 2009.
كان نوفمبر من العام 1989 أكثر الشهور تحررًا في أكثر السنوات تحررًا في تاريخ البشرية، ومع ذلك، بعد عقدين بدت الدولة التي قادت ائتلاف الحرب الباردة ضد الشيوعية أقل اهتمامًا من أي وقت مضى بإحياء ذكرى سقوط عدوها الأزلي.
لابد وأن تعتاد على ذلك، إذا لم تكن قد اعتدتَ بالفعل.

No comments: