
تايم، 5 أكتوبر 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
ديترويت هي أكبر مدن ولاية
ميشيغان الأمريكية، وهي معروفة بصناعة السيارات، لذلك تسمى "مدينة المحركات". تلك المدينة التي كانت منذ قريب ترفل في النعيم، أصبحت اليوم في قائمة "ساكني العناية المركزةحول المأساة التي أصابت ديترويت، وانعكاسات ذلك على ماضي أمريكا ومستقبلها، ستكون هذه الوقفة مع مجلة تايم الأمريكي
إذا كانت ديترويت قد ضُرِبت بإعصار أو غرقت في فيضان كبير، لكنا عرفنا أكثر عنها. إذا كان الجفاف والإهمال قد تسببا في نشر حرائق الغابات في أنحاء المدينة، لكنا رأينا ذلك في أخبار المساء كل ليلة. إذا كانت الكوارث الطبيعية –الزلازل والأعاصير أو سمِّ ماشئت- قد دمرت المدينة، التي كانت يومًا رمز ازدهار الشعب الأمريكي، لكانت المدن الأخرى لاحظت ذلك
لكن ديترويت، التي كانت يومًا رابع أكبر مدننا، وأصبحت اليوم في المرتبة الحادية عشر، وما تزال في تراجع سريع، لم يحالفها مثل هذا التوفيق. فلديها نقص في التمويل يقدر بـ 300 مليون دولار تحتاجها لتجهيز أبسط الخدمات البلدية، ومعدلات الجريمة فيها تشهد طفرة غير مسبوقة، حتى أن 7 من كل عشر قضايا قتل تبقى مقيدة ضد مجهول
بعدما دمر الإعصار "كاترينا" "نيوأورليانز" بثلاث سنوات، وصلت معدلات البطالة إلى 11%. أما في ديترويت فمعدلات البطالة وصلت الآن- بدون أعاصير- إلى 28،9%.
إذا كنتَ مثلي، مواطنًا ترجع أصولك إلى ديترويت، وقد عدتَ لترى الفاجعة، فإن أول ما ستفعله بدون تفكير هو "البكاء". أما إذا كنتَ ماتزال تعيش هناك، فليست هذه هي الإجابة التي تنتظرها. فأصدقائي القدامي والمعارف الجدد والأناس الذين واجهوا الألم المبرح الذي حلَّ بالمدينة، قالوا لي: "نتمنى ألا يكون الأمر مجرد مقال آخر يتحدث عن الأشياء المريعة التي أصابت ديترويت
قصة ديترويت ليست مجرد حكاية عن انهيار مدينة عظمى، لكنها أيضًا حكاية تآكل الصناعات التي ساعدت في بناء المدينة التي نعرفها اليوم. مصير ديترويت الأخير سيكشف الكثير حول شخصية أمريكا في القرن الـ21. إذا انهارت تلك المدينة التي كانت يومًا أكثر المدن الصناعية ازدهارًا، فمالذي يعكسه ذلك عن ماضينا القريب؟ وإذا لم تتمكن من إيجاد طريقة للتعافي، فمالذي يقوله ذلك عن مستقبلنا؟.
No comments:
Post a Comment