
ذا نيشن، 19 أكتوبر 2009
نصيحة للرئيس أوباما حول الحرب في أفغانستان، قدمها الخبير الاستراتيجي الأمريكي "ويليام بولك"، ونشرتها مجلة ذا نيشن الأمريكية في عددها الأخير.
ابتدأ بولك رسالته بالإشارة إلى أنه كان يسكن بجوار منزل أوباما في قلب منطقة "هايد بارك ـ كينوود"، ولتكون نصائحه محل اهتمام قام بعرض بعض خبراته، حيث كان طيلة سنوات عضوًا في غرفة تخطيط العمليات في وزارة الخارجية الأمريكية، ويعمل الآن على تأليف كتاب حول أفغانستان وباكستان وكشمير، عنوانه المبدئي (مسرح المعارك في آسيا)، وذلك بعد صدور آخر كتبه تحت عنوان (فهم إيران).
عزيزي، السيد الرئيس
رغم أن قرابة عقد من الزمان يفصل بيننا، فقد عشنا على بعد خطوات في هايد بارك وكنا أستاذَين في جامعة شيكاغو. دشَّنتُ هناك مركز دراسات الشرق الأوسط ورأستُ معهد أدلاي ستيفنسون للشئون الدولية. وكديمقراطيّ، كنتُ أحد الداعمين لك منذ وقت مبكر. لذلك أودُّ لو قبلتَ التحليلات والاقتراحات التالية من صديق وشخص ذو خبرة طويلة بأفغانستان وباكستان.
لقد رأيتُ في الأحداث الأخيرة فرصة لتحقيق الأهداف الأمريكية، وفي نفس الوقت تجنب بعض الأفعال التي من شأنها إخراج خطط فترتك الرئاسية عن مسارها، تمامًا كما دمرت حرب فيتنام فترة ليندون جونسون الرئاسية.
وفقًا للتقارير الإخبارية، أخبروك أن أمريكا تستطيع الانتصار في حربها مع طالبان باستخدام قوة عسكرية ضخمة. وكما فعل جنرالات الرئيس جونسون (في الماضي) يطلب جنرالاتك (اليوم) المزيد من القوات. أخبروك أيضًا أن بإمكاننا مضاعفة قوتنا عن طريق تكتيكات مكافحة التمرد. وبما أنني قمتُ بدراسة موسعة (موجودة بين طيات كتابي "سياسة عنيفة") تناوَلَت العشرات من عمليات التمرد بدءًا بالثورة الأمريكية وحتى أفغانستان، حارب فيها البريطانيون والفرنسيون والألمان والروس، في أمريكا وأوروبا وأفريقيا وآسيا، (بما أنني سبرتُ هذه الأغوار) أشك في جودة النصيحة التي قُدِّمت إليكَ. حينما كنتُ في الحكومة، أخبرونا أن بإمكاننا تحقيق النصر في فيتنام بنفس هذه التركيبة المكوِّنة من الجنود و(تكتيكات) مكافحة التمرد التي نصحك بها مستشاروك في أفغانستان. لكن محررو أوراق البنتاجون استنتجوا أن " الفشل الذريع كان مصير السعي لتحويل نظرية مكافحة التمرد الجديدة إلى واقع تنفيذي... (من خلال) مزيج من الإجراءات العسكرية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية ... المتسمة بالانسجام في النتائج كما في التقنيات".
في الواقع ما أوقف التمرد هو انسحاب الغرباء، كما حدث في فيتنام. بعض الغرباء غادروا مهزومين، لكن البعض الآخر غادر بطرق ساهمت في تحقيق أهم أهدافهم. وأعتقد أن لديك الفرصة لتحقيق أهداف أمريكا الهامة في أفغانستان.