
مجلة "ذا تايم"، 11 أغسطس
ترجمة / علاء البشبيشي
ترجمة / علاء البشبيشي
المهمة الأولى التي تواجه الولايات المتحدة الآن، هي إنقاذ اقتصادها من الغرق، فهل يستطيع وزير المالية الأمريكي هنري باولسون القيام بهذه المهمة الصعبة؟!
مجلة ذا تايم الأمريكية سلطت الضوء على موقع مرشحي الرئاسة الأمريكية من هذا الكفاح، مستنكرة في الوقت ذاته إلقاء هذا العبء الضخم على عاتق مسئول واحد، خاصة وأن تلك الكارثة يشارك فيها باولسون مع كل من محافظ مجلس الاحتياط الفيدرالي بن برنيك، والكونجرس، ورئيس البلاد جورج بوش.
لكن يبقى رجل الخزانة هو الأقدر على التعامل مع هذه المعضلة الكبرى.
آخر إنجازات باولسون، وأعظمها على الإطلاق، كان نجاحه السريع في استصدار مشروع قانون يسمح له، ولخلفائه من بعده، بتكفل شركتي فاني ماي و فرادي ماك، حتى نهاية العام القادم 2009؛ بغية إنقاذهما من الإفلاس. رغم اعتراض العديد من المشرعين، والمساعدين بالبيت الأبيض على هذا المشروع.
لقد كان أداؤه جد مؤثر، خاصة في ظل إدارة عاجزة، ورئيس لا يتمتع بأي شعبية.
لكن الأمر الذي يبقى غير مؤكد، هو ما إذا كانت تلك الخطوات ستنجح في إنعاش سوق العقارات، ووقف الركود، وتفادي المخاطر المستقبلية.
في هذه الأثناء، يراقب مرشحا الرئاسة الأوضاع عن كثب، فيما أقر باراك وصديقه اللدود ماكين تحركات باولسون، لكن من الواضح أنه في ظل استفادة أوباما من التبرم الشعبي بسبب الأزمة الاقتصادية، يبقى ماكين هو المستفيد الأكبر من نجاح الإدارة الحالية.
وربما تتوقف خيارات الرئيس القادم على ما يمكن لباولسون إنجازه في الشهور القليلة المقبلة.
ويشكل قطاع الإسكان المعضلة الأساسية في تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، ويمثل مصدر القلق الرئيسي على مستقبله. ويبدو أنه سيستمر مع مواصلة أزمة الرهن وسيساهم في تأخير انتعاش الاقتصاد من جديد.
هذه التحديات الجسام، تواجه أفشل الإدارات الأمريكية على الإطلاق، مما يصعب المهمة أكثر.
ويقول الواقع: إن إدارة بوش أضحت كالمنبت، لا أرضا قطعت، ولا ظهرا أبقت، وبكلمات أخرى يمكننا القول: لا إنجازا حققت، ولا اقتصادا عليه حافظت.
رئيسَا الخزانة السابقان لم يحققا إنجازا يذكر طيلة عهد بوش؛ فقد خاض باول أونيل - وزير الخزانة السابق - معركة بجانب البيت الأبيض في مواجهة عجز الميزانية، لكنه فشل.
ولم يكن خليفته جون سنو بأوفر حظا منه.
جاء بعدهما باولسون، البالغ من العمر 62 عاما، بقدر من الخبرة التي اكتسبها من وول ستريت، والتجربة التي خاضها في واشنطن. وكان أكثر أولوياته إلحاحا - بمجرد توليه هذا المنصب - توطيد العلاقة مع الرئيس بوش.
كما حرص على توثيق صلته بمحافظ مجلس الاحتياط الفيدرالي بن برنيك، وغيره من كبار المسئولين في الإدارة، وأعضاء الكونجرس الديمقراطيين.
وخلال عامه الأول في منصبه، كانت معظم جهوده موجهة صوب تدشين علاقات مع الحكومة الصينية، عبر سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى في بكين وواشنطن، كما أشار بشجاعة إلى فشل التشريعات المعادية للتجارة الصينية أمام الكونجرس، وتكلم بصراحة عن ارتفاع الـ "يوان" بنسبة 20% في مواجهة الدولار. ورغم كل هذه الجهود لم تكلل تحركاته هو الآخر بأي نجاح، لكنه مازال يقول: ثقوا فيّ، فهل أمامنا خيارات أخرى؟
No comments:
Post a Comment