برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, September 19, 2008

انقضاض القوى العظمى


"مجلة "نيو ستيتس مان

ترجمة / علاء البشبيشي


ما الذي فعلته أمريكا وروسيا بجورجيا؟ وأيهما نصب الفخ للآخر، أهو بوتين وعصابته؟ أم ديك تشيني وصحبه الجدد؟
مجلة نيو ستيتس مان سلطت الضوء على هذه الحرب التي بدأت، ولا يدري أحد متى ستنتهي!

لقد كانت روسيا تستفز الحكومة الجورجية، طيلة سنوات؛ كي ترتكب هذا الخطأ الكبير.
وقد توهم ساكاشفيلي خطأً، -والصقور من حوله- أن لوبي واشنطن، والتسليح الإسرائيلي قادران على تعزيز قوة جورجيا العسكرية في مواجهة جارتها الشمالية، بل والتغلب عليها.
وقد ظهر هذا الوهم جليا في تصريحات وزير شؤون الاستيعاب، تيمور ياكوباشفيلي، بعد يوم واحد من اشتعال الحرب، حينما وجه الشكر لإسرائيل لمساعدتها في تدريب قوات بلاده، قائلا: "ينبغي لإسرائيل أن تفخر بجيشها الذي درب الجنود الجورجيين".
وقتها لم يكن الوزير قد فطن بعد لمجريات الأمور في ساحة المعركة، لذلك قال: إن مجموعة صغيرة من الجنود الجورجيين تمكنوا من دحر فرقة عسكرية روسية كاملة؛ وكل ذلك بفضل التدريب الإسرائيلي. وأضاف: "قتلنا 60 جنديا روسيا أمس فقط، وأفقدنا الروس ما يربو على 50 دبابة، وأسقطنا 11 من طائراتهم"!

لقد نسب اليهودي الصهيوني «تيمور ياكوباشفيلي» لإسرائيل معجزات لم تحدث، لكنه سرعان ما استيقظ على صرخات الهزيمة.
لقد تألمت جورجيا بحجم الوهم الذي كانت غارقة فيه. فيما تركتها أمريكا تحترق، دون أن تمد إليها يد المساعدة؛ وكان مثل العم سام كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك!
أما روسيا فكانت رابطة الجأش، تعرف طريقها جيدًا، بعد دراسة متأنية للأوضاع.

بالطبع كان الروس يعلمون بشأن الدرع الصاروخية، والمعدات العسكرية الإسرائيلية التي ابتاعتها جورجيا بعشرات الملايين من الدولارات.
وبحسب مصدر استخباراتي غربي، فقد وجه بوتين رسالة بسيطة عبر الهاتف للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، قبل أسبوع واحد من بدء الحرب، وكان مفادها: "اسحب مدربيك وأسلحتك، وإلا سنعزز تعاوننا مع سوريا وإيران".ولم يقع بيريز ضحية للوهم، كوزراء جورجيا، فسحب كل ما يخص إسرائيل من تبليسي خلال يومين.

No comments: