برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, September 19, 2008

! مشكلة الطاقة.. تم حلها




"مجلة "ذي أميركان"، عدد يوليو، أغسطس 2008

ترجمة / علاء البشبيشي


"حل مشكلة الطاقة أصبح التحدي الأكبر للبشرية في القرن الحادي والعشرين، والحلول الحالية ستوصل البشرية إلى مأساة".. هذه التهديدات دفعت اندى جروف، الذي عمل مديرًا تنفيذيًّا، ورئيسًا لمجلس إدارة شركة إنتل، منذ 25 عامًا خلت، إلى سبر غور هذه المشكلة، وإيجاد حلول لها، مشيرًا إلى أن أمريكا واقعة بين مطرقة ماضيها الفاشل، وسندان مستقبلها المجهول، ومؤكدًا في الوقت ذاته أن "استقلال الطاقة" خرافة لا يمكن تحقيقها.
منذ خمسة وعشرين عامًا خلت، كنتُ أعمل مديرًا تنفيذيًّا، ورئيسًا لمجلس إدارة شركة إنتل. وقتها كانت المعالجات الدقيقة، نادرة التواجد، هي منتج الشركة الرئيسي. وكان العرض والطلب يتناسبان طرديًّا مع المد والجزر في مجال تجارة الحاسبات الالكترونية، لذا فقد كان يوجد لدينا، في بعض الأوقات، الكثير من هذه الرقاقات في المخازن، وفي أوقات أخرى كان النقص فيها هو السمة الغالبة. وقد كان عليّ أن أطمئن العملاء أننا نعمل بجدية لزيادة الإنتاج، وأن الفرج قريب لا محالة.
هذه الذكريات مرت أمامي في وقت مبكر هذا العام، حينما قرأت عن زيارة الرئيس بوش إلى المملكة العربية السعودية، وكان هدفه الرئيسي أن يطلب من السعوديين زيادة إنتاج البترول. ووفقًا للتقارير الصحفية، فقد قوبل طلبه برفض جاف من قبل وزير النفط، وهو التصرف الذي لم يكن ليُتخيل قبل عقود.
لقد انهارت مكانتنا في عالم النفط بصورة كبيرة في وقت قصير، وعلينا التعامل مع هذا الظرف العصيب بطريقة هادئة وتدريجية وخفية في الشركات والصناعات والمجتمعات.
هذا التغيير الذي نحتاجه، سيكون مؤلمًا، في وقت لا يدرك فيه القادة السياسيون خطورة وضعهم، وحتى إذا فعلوا فإنهم يعافون القيام بتحرك ملائم.
ويرى الكاتب في الكهرباء المخرج من هذه الأزمة؛ نظرًا لإمكانية توفيرها عن طريق مصادر متعددة، وقدرتها على توفير قدر كبير من الطاقة، لكن هل تستطيع أمريكا اليوم النجاح فيما فشلت فيه بالأمس، وهل تستطيع مواجهة التحدي القائل بأن الكثير من الناس لن يتمكنوا من الحصول على الكهرباء بحلول العام 2030، الأمر الذي من شأنه التأثير على مسيرة التنمية في العالم، وخلق مشكلات أمنية خطيرة.
بعد الحرب العالمية الثانية كانت الولايات المتحدة زعيمًا عالميًّا في مجال إنتاج الطاقة وتوزيعها. خلال هذه الفترة قامت دول أخرى بإعادة بناء اقتصادها الذي دمرته الحروب، ووصل الانهيار الأمريكي في هذا الإطار ذروته أثناء سبعينيات القرن الماضي، ولاحقًا في أوائل التسعينيات.
في السبعينيات أطلق الرئيس نيكسون مشروع الاستقلال، الذي حدد فيه الهدف القومي للبلاد بأنه: استغناء الولايات المتحدة عن غيرها من الدول في مجال الطاقة بحلول العام 1980.
وأضاف يقول: "نحن بحاجة إلى إيجاد وظائفنا بأنفسنا، وتوفير الطاقة اللازمة لتدفئة منازلنا، وتشغيل وسائل نقلنا". إلا أن الفشل في تحقيق هذه الأهداف كان مأساويًّا؛ فبعد نيكسون دشن الرؤساء المتعاقبون أهدافًا مماثلة، لقيت كلها نفس المصير، بل أضحت أمريكا أكثر اعتمادًا على النفط المستورد، وتضاعفت شبكة الصادرات البترولية بين عامي 1970 و 1980، ومرة أخرى في العام 1990. ولنا أن نعلم أن توافر النفط بإمكانه تحديد مستويات العمالة في البلدان المختلفة. وبالنسبة لدولة كالصين يمكنه التحكم في الاستقرار السياسي القومي للبلاد.
لم تفشل أمريكا فقط في تحقيق أهدافها التي وعدت بها، لكن الأيام أثبتت أيضًا أن تلك الأهداف كانت طائشة، وذات نقائص واضحة.

No comments: