برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, September 19, 2008

انطلاقة الصين من أجل الحرية


مجلة "ذي إيكونوميست"، 2 – 9 أغسطس
ترجمة / علاء البشبيشي


"الرياضة على المستوى الدولي هي محاكاة للحرب"، مقولة للروائي البريطاني جورج أورويل، ربما توضح الدوافع وراء المحاولات المستميتة للعديد من الدول والجماعات بل ورجال الإعلام لمنع الصين من استضافة دورة الألعاب الأوليمبية هذا العام.
مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية إذ تفتخر بسبقها في معارضة تلك الاستضافة، تذكرنا بمقارنتها إياها – في مقال نشرته عام 2001 – بالألعاب الصيفية الأولمبية التي نظمها النازية في برلين عام 1936.

في ظل الجهود عديمة الجدوى، نجحت بكين في استضافة الأولمبيات، واحتفلت بمجيء عهد صارت فيه قوة اقتصادية عظمى في العالم.
وقد استند القائلون بوجود تأثيرات جيدة للأولمبيات على الصين إلى ثلاثة مزاعم، لم يصمد أي منها أمام النقد والتحليل، أولها: تأكيد المسئولين الصينيين على أن الدورة الأولمبية ستساهم في تحسين مستوى حقوق الإنسان في البلاد، لكن العكس كان صحيحا، فلم تجلب الأولمبيات غير المزيد من القمع للشعب الصيني، الذي أجبر الكثير من أبنائه على ترك بيوتهم ليحل محلها المنشآت التي تحتاجها الدورة.
ورغم تضاعف مساحة الحرية على المستويين الاقتصادي والشخصي، فقد قُيدت الحرية السياسية بصورة مخيبة للآمال منذ وصول هو جينتاو لسدة الحكم في عام 2003.
ثاني هذه المزاعم أن تلك الدورة ستكون أول أولمبية خضراء من شأنها تنظيف بكين وأجوارها.
لكن ذلك كان دائما زعما يثير الضحك؛ نظرًا لطريقة تطبيقه التي ستعتمد على تقليل إنتاج المصانع الملوِّثة، أو ببساطة إغلاقها، ومنع نصف سيارات بكين من النزول إلى الشارع.
أما الزعم الثالث فيتلخص في الاعتقاد المنقطع النظير في السيادة الصينية.
أضف لما سبق ذكره، اعتقاد البعض بأن الأولمبيات ستجعل السياسة الصينية الخارجية أكثر مرونة.
ربما لن تحقق تلك الألعاب الكثير للصين، لكنها قطعا تمثل نجاحا كبيرا لتلك البلاد بعد نضال طويل خاضته الشعلة الأولمبية حول العالم.
ويبدو أنه لم يعد هناك ما يمكن فعله في هذه المرحلة المتأخرة إلا التسبب في إحساس غير مريح للمشاهد الذي سيفتح التلفاز قريبا لمشاهدة الألعاب الأولمبية.
يتفق العالم أو يختلف مع السياسة الصينية الداخلية، إلا أن ذلك لن يغير شيئا من الواقع القائل: لقد بدأت الأولمبيات بالفعل، ولا عزاء للمعترضين.
ما زال قادة الصين متمسكين بمبدأ عدم التدخل في شئون بلادهم الداخلية. وحتى الآن ما زالت غالبية الشعب الصيني تساند حكومتها، طالما أن بلادهم هي المستهدفة في هذا الصراع. لذلك دعم الشعب الصيني الأعمال التحضيرية لدورة بكين الأولمبية، واشترك فيها بحماسة، الأمر الذي يعتبر أحد عوامل نجاحها.
أما الحزب الشيوعي فيستمد قوته وشرعيته من إحكام قبضته السياسية في البلاد، ويستند إلى نموها الاقتصادي.

No comments: