
نيويورك تايمز، 9 – 16 أغسطس 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
ترجمة: علاء البشبيشي
بعدما ذَكَرَتْ منذ شهور أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لم يعد يُنظَر إليه باعتباره بطلا، لا من جانب الولايات المتحدة ولا من جانب شعبه، وأنه لم يعد مرغوبا فيه، وصار يوصف بأنه رجل يترأس "دولة مخدرات" يعمها الفساد في كل الاتجاهات. عادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية لتعبر عن وجهة نظر مشابهة قُبَيل أيام من الانتخابات الأفغانية المقرر إجراؤها في20 من الشهر الجاري، وذلك عبر شهادة أدلت بها من كابل الصحفية الأميركية الشهيرة "إلزابيث روبين".
في أحد أيام يونيو الصيفية في كابل، كنتُ أجلس بين مئات من الرجال المعممين من إقليمي هلمند وقندهار داخل قاعة أفراح حيث كانوا محتشدين في إحدى الحملات الانتخابية لإعادة تنصيب حامد كرزاي رئيسًا للبلاد. في هذه الأثناء كانت الحرب مستعرة في موطن رأس هؤلاء الرجال. ولم يكن منظم هذا الحشد ومدير تلك المراسم سوى محمد أخوندزادا، حاكم قندهار السابق الذي يبلغ من الطول 5 أقدام، ويعتبر أيضًا أشهر مهربي المخدرات في البلاد، والذي قال من فوق مُضطَجعٍ مِخمَليّ عبر مكبر الصوت: "لا نريد قصائد مطولة! اجعلوا خطابكم قصيرًا"... لكن لا أحد كان يستمع لقوله.
على المنضدة التي كنتُ أجلس عليها، وصف مهندس من هلمند الحوادث المروعة التي شدها إقليمه، حيث تُقتَل العائلات في القصف الجوي الذي تقوم به قوات التحالف على المدن التي تسيطر عليها حركة طالبان. لذا سألته: "لماذا إذن المزيد من حكم كرزاي؟ فأجاب عبر مترجمٍ: "إذا اخترنا شخصًا آخر، لن يزداد الأمر إلا سوءًا". فيما قال آخر: "على الأقل جلب لنا كرزاي التعليم والوحدة"، هنا تدخل ثالث وقال بالإنجليزية: "كلهم يكذبون". كان هذا الأخير ابن أحد سكان قندهار البارزين الذي اغتيل أمام منزل عائلته. وأخبرني أنه فقد أيضًا عمّه وأخاه و 45 آخرين من عائلته الكبيرة، ملقيًا باللائمة في ذلك على الحكومة. كان يهز رأسه وهو ينظر إلى الردهة، ثم ضحك وقال: "لقد أخبرتُ من كانوا يجلسون على مائدتي أنهم ما جاءوا إلا لإظهار وجوههم للكاميرا، حتى إذا ما فاز كرزاي كان لهم من العكعة نصيب، فأخبروني أنهم أتوا لمجرد تناول الغداء".
سألتُه عما يتوقع حدوثه في الانتخابات الرئاسية القادمة بقندهار، فأجاب: "غشٌ وتدليس"، وأكد أنه قام بنفسه بتزوير 8 آلاف بطاقة انتخابية، بيعت بـ 20 دولارًا.