برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, March 12, 2010

الحرب العالمية على الأطفال


ذي إيكونوميست، 6 مارس 2010
ترجمة: علاء البشبيشي

حول (الحرب العالمية على البراءة، ووأد البنات في القرن الحادي والعشرين، والمجتمعات التي فقدت توازنها بسبب المزيج الشيطاني من الثورة التقنية، وانخفاض معدلات الخصوبة، والتحيز الأزلي).. تحدثت أسبوعية ذي إيكونوميست البريطانية.
يصف أحد الكتاب الصينيين زيارته لعائلة ريفية في منطقة "يمينج"، بمقاطعة "شاندونج" الصينية، فيقول: كانت الزوجة في حالة مخاض، وبالكاد جلسنا في المطبخ. في هذه الأثناء، سمعنا أنينا يصدر من الغرفة المجاورة، تعالى صوته، ثم خمد فجأة. كان هناك نشيجا بطيئا، بينما رجلٌ يقول بصوته الأجش وكأنه يوجه اتهاما لمذنب: "إنه شيء بلا قيمة"!
"وفجأة، خُيل إلي أنني سمعتُ حركة خفيفة في الدلو الموجود خلفي. ويالفرط رعبي، لقد شاهدتُ قدما صغيرة تعبث خارجة من الدلو. لابد وأن القابلة قد ألقت هذا الطفل الصغير حيا داخله. وتقريبا قذفتُ بنفسي نحوه، لكن الشرطيين اللذين كانا يرافقاني، أمسكا بكتفي بقبضة حازمة قائلين: "لا تتحرك، ليس بإمكانك إنقاذه، فقد تأخر الوقت".
"لكن هذه.. جريمة.. وأنتم الشرطة"، وهنا سكن الطفل (للأبد). ظلت قبضة الشرطيين تمسك بي بضع دقائق أخرى. فيما قالت المرأة العجوز في يُسْر: "إنجاب طفلة ليس أمرا ذا بال في هذه النواحي"، رددتُ عليها بصوت مرتجف، وأنا أشير إلى الدلو: "لكنه طفل تسري الروح في جسده". فصححت لي: "إنها ليس طفلا، بل طفلة؛ لذلك لا يمكننا الإبقاء عليها. في هذه النواحي، لا يمكننا العيش دون ولد ذكر. أما البنات فلا قيمة لهن".
في يناير 2010 كشفت الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ما يمكن أن يحدث لدولة لا قيمة للبنات فيها. خلال عشر سنوات، تقول الأكاديمية، لن يجد خُمس الرجال زوجة؛ لندرة الفتيات. وهي نسبة غير مسبوقة في دولة لا تعيش حالة حرب.

No comments: