برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, March 12, 2010

مخططات استيطانية لتغيير معالم القدس


البيادر السياسي، 6 مارس 2010
يقع الحرم الإبراهيمي عمليا تحت السيادة الإسرائيلية، وسلطات الاحتلال تغلقه متى تشاء، وتمنع الصلاة فيه كيفما تريد وفق حساباتها الخاصة، وكذلك مسجد بلال بن رباح، وقد اعتُرِف بذلك لها في اتفاقيات أوسلو، وها هم المصلون اليهود يصلون في هذا المكان، الواقع خلف الجدار العازل، بكل حرية.
وإذا كان الموقعان عمليا تحت السيادة الإسرائيلية، فلماذا الإعلان عن ضمهما إلى قائمة المواقع اليهودية التاريخية؟ هذا ما تحاول مجلة "البيادر السياسي" الإجابة عنه.

إذا حاول المرء التفكير قليلا، فسيجد وبكل سهولة أن لهذا القرار معانٍ عديدة يمكن أن توصف أيضا بأنها رسائل واضحة للسلطة الوطنية، وكذلك لكل من يسعى لتحقيق "السلام" في المنطقة العربية، ومن أهم هذه الرسائل:
-أن هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة جدا، وعبر ائتلافها الحكومي، لا تريد "السلام" عبر تمسكها باعتبار الضفة بأكملها جزءا مما يسمى (دولة إسرائيل)، أي أن المفاوضات مع هذه الحكومة لن تكون مجدية، بل مضيعة للوقت، ولربما من أجل تخفيض سقف المطالب الفلسطينية أكثر وأكثر حتى تفرغ من مضمونها وشرعيتها.
-على العالم كله توقع قرارات عجيبة وغريبة من هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، حتى ولو أدت هذه القرارات إلى تعريض أمن المنطقة والعالم كله للخطر، لأن الأهم لهذه الحكومة هو اتخاذ قرارات تؤكد هيمنتها على الأراضي العربية المحتلة، بينما تعمل الوقت نفسه على تهويد كل ما في الدولة بشتى الطرق.
-إبلاغ اليهود في العالم كله، وخاصة غير المبالين، أن حكومة إسرائيل تحافظ على الأماكن اليهودية المقدسة والتاريخية، ولذلك يجب دعمها والوقوف إلى جانبها، أي بمعنى آخر إثارة المشاعر الدينية ليهود العالم، و للجماعات المتصهينة من أجل تقديم مزيد من الدعم لإسرائيل، وكذلك تأييد مثل هذه القرارات "الدينية" المهمة جدا... في مواجهة ردود الفعل العربية والإسلامية عليها.

وحذرت المجلة من أنه إذا مر قرار ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال لقائمة المواقع التاريخية اليهودية مرور الكرام، فإن إسرائيل لن تتردد في ضم الحرم القدسي الشريف إلى هذه القائمة، وبالتالي تبرير سيطرتها وهيمنتها.
ومن غير المستبعد أيضا أن تعلن إسرائيل مستقبلا أسماء مواقع إسلامية ومسيحية على أنها يهودية، إذ أنها تحاول تزييف الوقائع والحقائق خدمة لمصالحها.
وفي النهاية تجيب المجلة على التساؤل الأهم: ما هو المطلوب والمتوقع على المستويين العربي والإسلامي في مواجهة هذه الحملة الصهيونية؟

المتوقع أن تحدث مناوشات واشتباكات كلامية، وتندلع أعمال احتجاج سرعان ما يتم محاصرتها من قبل إسرائيل، ومن قبل بعض الجهات التي لا تريد تصعيد الوضع، ولا تريد اندلاع مقاومة ضد المحتل.
ولكن المطلوب هو أن تتم المحافظة على هذه الأماكن المقدسة من خلال عدة إجراءات وخطوات فعلية، من أهمها:
· التواجد المستمر في هذه الأماكن، وعدم إعطاء الفرصة للسيطرة عليها من قبل الآخرين.
· مواصلة التحرك على مختلف المستويات من أجل محاربة، بل إلغاء، قرار الضم.
· ربط العودة إلى التفاوض بإلغاء مثل هذه القرارات الاستفزازية.
· إلغاء أية موافقة سابقة على اقتراح تبادل الأرض، والإصرار على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن جميع الأراضي المحتلة ومن ضمنها المستوطنات.
· إصدار قرار من مجلس الأمن ضد هذه القرارات الإسرائيلية، وإذا فشلت الدول العربية أو الإسلامية في استصدار مثل هذا القرار، فعليها اتخاذ إجراءات سياسية ضد إسرائيل، والتلويح باتخاذ إجراءات مماثلة بحق الأماكن اليهودية في العالم العربي.
· العمل على حل القضية الفلسطينية من منطق "القوة" لا من خلفية ضعف.
أما إذا بقي العرب يتفرجون والمجتمع الدولي يصدر بيانات استنكار ورفض خجولة، فإن حكومة إسرائيل الحالية ستتخذ مزيدا من القرارات الخطيرة التي قد تشعل حربا شاملة في المنطقة.

No comments: