
مجلة "ذي أمريكان" مايو- يونيو 2008
ترجمة/ علاء البشبيشي
"لا يمكن للمال شراء السعادة، لكن النجاح يمكنه ذلك" بهذه الجملة بدأت مجلة "ذي أمريكان" موضوع غلافها الأخير، والذي بدأت فيه بقصة أحد عمال الصيانة الفقراء، ويدعى ماك ميتكالف، والذي ربح 65 مليون دولار في إحدى مسابقات اليانصيب، الأمر الذي نقله فجأة من فقر مدقع إلى ثراء فاحش، لكن العجيب أن ملايينه الجديدة لم توفر له السعادة التي كان ينتظرها.
بعد فوزه بالملايين، ترك ميتكالف العمل للأبد، وكان يقضي أوقاته في شراء السيارات باهظة الثمن، والحيوانات الغريبة كالعناكب الأمريكية والثعابين. إلا أن المتاعب لم تمهله كثيرا، فقد وجـد نفسه مضطرا لسداد نصف مليون دولار لتسوية نزاع يتعلق بزواج قديـم، كما سرق منه نصف مليون دولار آخر بينما كان مخمورا، لم يتوقف الأمر عندـ هذا الحد، بل تطور ليجد ميتكالف نفسه غارقا في الإدمان، وتجتاحه الشـكوك في أن كل من حوله يريدون قتله، وقد أتى تليف كبده والتهابه ليقضي على بقايا حلم لم يبدأ بعد.
وهكذا توفي ميتكالف في شهر ديسمبر عام 2003، عن عمر يناهز 45 عاما، بعد 3 سنوات فقط من تحقق حلمه بالفوز في مسابقة اليانصيب في 23 من يوليو عام 2000. ذهب ميتكالف ولم يتبق سوى شاهدة قبره.
هل استطاعت ملايين الدولارات أن تحقق السعادة المنشودة لماك ميتكالف؟ بالتأكيد لم تستطع، بل على النقيض من ذلك، تجد كل من حوله يلقي باللائمة على المال في التسبب بقطف زهرة عمره.
صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن زوجته السابقة قولها: لو لم يربح ميتكالف في هذه المسابقة، كان سيستمر في عمله كالمعتاد، وربما كان سيتمكن من العيش 20 سنة أخرى. لكن حين تعطي هذه الأموال لشخص مثقل بالمشكلات، فإنها فقط تساعده على قتل نفسه".
لقد سمعت هذه الحقيقة آلاف المرات، أن "السعادة لا تشتري بالمال"، لكن البشر على مر التاريخ لم يفتأوا يناضلون من أجل تحصيله. وهاهي أمريكا قد كافحت لتتربع على قمة الهرم الاقتصادي العالمي، فهل نعاني إذن من وهم جماعي؟ أم أن المال ربما يمكنه، على الأقل، شراء القليل من السعادة؟لقد زاد ثراء الأمريكيين خلال العقود القليلة الماضية بصورة لم تشهدها الأجيال السابقة، لكن الحقيقة المرة تقول: إنه بالرغم من ارتفاع مستوى معيشتهم، مازال مستوى سعادتهم كما هو، لم يرتفع بعد.
بعد فوزه بالملايين، ترك ميتكالف العمل للأبد، وكان يقضي أوقاته في شراء السيارات باهظة الثمن، والحيوانات الغريبة كالعناكب الأمريكية والثعابين. إلا أن المتاعب لم تمهله كثيرا، فقد وجـد نفسه مضطرا لسداد نصف مليون دولار لتسوية نزاع يتعلق بزواج قديـم، كما سرق منه نصف مليون دولار آخر بينما كان مخمورا، لم يتوقف الأمر عندـ هذا الحد، بل تطور ليجد ميتكالف نفسه غارقا في الإدمان، وتجتاحه الشـكوك في أن كل من حوله يريدون قتله، وقد أتى تليف كبده والتهابه ليقضي على بقايا حلم لم يبدأ بعد.
وهكذا توفي ميتكالف في شهر ديسمبر عام 2003، عن عمر يناهز 45 عاما، بعد 3 سنوات فقط من تحقق حلمه بالفوز في مسابقة اليانصيب في 23 من يوليو عام 2000. ذهب ميتكالف ولم يتبق سوى شاهدة قبره.
هل استطاعت ملايين الدولارات أن تحقق السعادة المنشودة لماك ميتكالف؟ بالتأكيد لم تستطع، بل على النقيض من ذلك، تجد كل من حوله يلقي باللائمة على المال في التسبب بقطف زهرة عمره.
صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن زوجته السابقة قولها: لو لم يربح ميتكالف في هذه المسابقة، كان سيستمر في عمله كالمعتاد، وربما كان سيتمكن من العيش 20 سنة أخرى. لكن حين تعطي هذه الأموال لشخص مثقل بالمشكلات، فإنها فقط تساعده على قتل نفسه".
لقد سمعت هذه الحقيقة آلاف المرات، أن "السعادة لا تشتري بالمال"، لكن البشر على مر التاريخ لم يفتأوا يناضلون من أجل تحصيله. وهاهي أمريكا قد كافحت لتتربع على قمة الهرم الاقتصادي العالمي، فهل نعاني إذن من وهم جماعي؟ أم أن المال ربما يمكنه، على الأقل، شراء القليل من السعادة؟لقد زاد ثراء الأمريكيين خلال العقود القليلة الماضية بصورة لم تشهدها الأجيال السابقة، لكن الحقيقة المرة تقول: إنه بالرغم من ارتفاع مستوى معيشتهم، مازال مستوى سعادتهم كما هو، لم يرتفع بعد.
No comments:
Post a Comment