برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, May 30, 2008

تقريبًا هناك


مجلة ذي إيكونوميست ، عدد 8 مايو، 2008

ترجمة/ علاء البشبيشي

ربما تأكَّد الآن أن باراك أوباما كان يستحق الترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية، لكن الذي لم يتأكد بعد هو ما إذا كان أوباما يستحق سُكنى البيت الأبيض.
أما منافِسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، فترى مجلة "ذي إيكونوميست" أن حملتها أوشكت على الانتهاء؛ خاصة بعد خسارتها الفادحة في كارولَيْنا الشمالية، وفوزها المتواضع للغاية في ولاية إنديانا.
وتعتقد المجلة أن السيدة كلينتون إذا كان من حقها أن تُحارب للرمق الأخير في هذا السباق، إلا أنه من الصعب تفهُّم المكاسب التي ستعود عليها، أو على حزبها وبلادها جراء ذلك، خاصة بعد النتائج التي حققها أوباما أمامها.
وتردف المجلة قائلة:
التفسير الوحيد لاستمرارها في النضال - إذا ما افترضنا أن هناك من الأموال ما يكفي لذلك – وإقحام حزبها في سعير حربٍ قانونية، ربما يكون اقتناعها أن منافسها لا يستحق هذا الترشيح.
لكننا ما زلنا نتطلع لمعرفة المزيد عن موقف هذا السناتور الشاب، ورغم قلقنا من استراتيجيته فيما يتعلق بحرب العراق، إلا أن السيد أوباما نجح في اجتياز معظم العقبات التي اعترضت طريقه خلال الفترة السابقة.
صحيحٌ أن السيدة كلينتون تبدوا أكثر شعبية في أوساط العمال البيض، والطبقة المتوسطة في أمريكا، وهذا يُعطي نقطة لصالح المرشح الجمهوري جون ماكين في منافسته ضد أوباما.
وتسائلت المجلة: هل سينتخب الأمريكيون رجلًا أسود؟ خاصة وأن الولايات المتحدة ما زالت تعاني من مشاكل تتعلق باللون. لكنها عادت لتؤكد أن مشكلة أوباما الكبرى ربما لاتتعلق باللون بقدر تعلقها بالطبقة؛ فالشريحة العاملة، حتى من البيض، ما زالوا ينظرون لأوباما على اعتبار أنه ينتمي للنخبة، التي لا تحيا حياتهم، ولا تشعر بمشكلاتهم، لكن نشأته الفقيرة ربما تغير تلك النظرة قليلًا. وتنتقل المجلة إلى لغة الأرقام، في حديثٍ أشبه ما يكون بالتسويق لأوباما، قائلة:
تُظهر الأرقام أن معظم الشباب، أبيضهم وأسودهم، يُفضِّلون السيد أوباما. أما السيدة كلينتون فقد انتزع ماكين تأييد أوصات كل المستقلين من أمامها، لكنه حين يواجه أوباما ربما يتقاسم ذلك معه.
الأمر الآخر في هذه المرحلة الأولية، هو أن ترى كيف يتصرف المرشحون تحت الضغط، وأن تقيس شخصيتهم الرئاسية. فالسيدة كلينتون، على سبيل المثال، ظهرت بإصرارها على عدم الانسحاب، حتى اللحظة الأخيرة. والسيد ماكين عُرِف بموقفه الذي لايقبل التفاوض بشأن حرب العراق والتجارة الحرة. أما السيد أوباما فقد بدا أقلّ إزعاجًا، كما أنه أظهر فضائل عديدة تحت الضغط.
هناك سبب أخير يوضح لماذا ارتقى السيد أوباما مرتقاه الحالي؛ وهو أنه المرشح الوحيد هذا العام الذي لديه تصور واضح لمستقبلٍ أفضل لأمريكا. ربما يكون ذلك لطبيعة أوباما؛ فعندما تزوج والداه في العام 1960، كان ارتباط هذا الثنائي، امرأة بيضاء ورجل أسود، غير قانوني في نصف الولايات الأمركية. واليوم يقف ابنهما على أعتاب البيت الأبيض.
لِما سبق نرى أن السيد أوباما يستحق ترشيح الحزب الديمقراطي، وقد حان الوقت كي تعترف السيدة هيلاري بذلك، وتُلقي بثقل آل كلينتون خلف أفضل آمال حزبهم.

No comments: