برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Friday, May 30, 2008

!حرب التريليون دولار


مجلة ذا ريزون الأمريكية، عدد مايو 2008

ترجمة/ علاء البشبيشي

تعدت تكلفة ما يسمى بـ(الحرب على الإرهاب) ما تم إنفاقه على حرب فيتنام، التي استمرت 12 عامًا، والحرب العالمية الأولى، أو ما يوازي عشرة أضعاف ما تكلفته حرب الخليج الأولى. وإذا ما أخذنا في الاعتبار التضليل التي تمارسه واشنطن بشأن الأرقام والإحصائيات، يتبين لنا أن ما خفي ربما كان أعظم.
مجلة ريزون سلطت الضوء على حجم هذا الإنفاق، الذي وصل لمعدلات قياسية، أذهلت الجميع بمن فيهم منظروا الحرب أنفسهم، مؤكدة في الوقت نفسه أن الأيام أسقطت ورقة التوت عن التكلفة الحقيقية للحرب، والتي طالما حاولت الإدارة الأمريكية إخفائها.
أقر الكونجرس، في نهاية ديسمبر الماضي تمويلًا قدره 70 مليار دولار لإكمال تمويل الحرب في أفغانستان والعراق، في الوقت الذي لم يكن فيه المشرعون قد انتهوا من انتقاد مطلب الرئيس الأمريكي جورج بوش بميزانية قدرها 196 مليار دولار لتمويل الحرب في السنة المالية الجديدة 2008. وإذا ما تم تخصيص هذه الميزانية التي طالب بها بوش فإن إجمالي تكلفة الحروب التي تخوضها أمريكا في الوقت الراهن سترتفع إلى 822 مليار دولار على الأقل، 80% منها ستُنفق غابًا على حرب العراق.
حدث ذلك رغم توقعات "ميتش دانيال"، وزير الخزانة في البيت الأبيض، ألا تتعدى تكلفة حرب العراق ما بين 50 – 60 مليار دولار (57 – 69 مليار دولار بأسعار العام 2007، بعد تقدير نسبة التضخم).
هذه الأموال المتدفقة لا تشمل دولارًا واحدًا مما ينفقه البنتاجون سنويًا في مجال الإدارة، والتي وصلت في العام 2008، 481 مليار دولار. وإذا ما تم إحصاء تلك النفقات على أساس من العقلانية والشفافية، بدلًا من لعبة تسييس وإخفاء الأمور، سيتألم الأمريكيون حين يكتشفون أننا اليوم في السنة السابعة مما يسميه مكتب الإحصاء الحكومي غير المحايد "حرب التريليون دولار".
كل هذه الإحصائيات لا تتضمن بالطبع الـ 500 مليار دولار التي تُنفق سنويًا على وزارة الدفاع، والذ أشارت إليها المجلة آنفًا، ولا غير ذلك من النفقات الغير معلنة؛ مثل الإنفاق على عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية، أو التمويلات المتداخلة في ميزانية أكثر من إدارة. ولأن هناك الكثير من النفقات التي لم تُحصِها الإدارة، فإن التكلفة الحقيقية للحرب ربما تفوق بكثير الأرقام المعلن عنها رسميًا، وهو الأمر الذي دفع المجلة للتساؤل:
كم يساوي هذا التريليون دولار الذي يحدثوننا عنه؟ أيكفي لتغطية ميزانية مكتب التحقيقات الفيدرالية، أم يكفي لصرف شيكات لكل المواطنين العراقيين، قيمة الواحد منها 37500 دولار، أم تغطي فاتورة شراء طائرات الهليكوبتر من طراز "بلاك هوك" والتي تبلغ 169492 دولار.
الشئ الغريب في هذه الحرب التي دخلت عامها الخامس في العراق، والسابع في أفغانستان أن الإدارة الأمريكية والكونجرس دفنا كل الحقائق حول تمويلها، تحت ستار التكميلات الطارئة. ومن الذي استفاد من كل هذا؟ إنه البنتاجون والحزب السياسي الذي يدير واشنطن من أوائل القرن الحالي، بالإضافة لأصدقائهم.
.... وما زال مسلسل الخداع مستمرًا

No comments: