برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Monday, February 9, 2009

أهذه نهاية أميركا البيضاء؟


ذي أتلانتيك، يناير – فبراير 2009

ترجمة: علاء البشبيشي


في العام 1605 مات كريستوفر كولمبوس بعدما اكتشف أميركا بالمصادفة، وخَلَّف لنا بلدا غريبا متناقضًا، عُرِف بعنصريته البغيضة ضد السود في الماضي، ثم تحوَّل في الحاضر لينتخب أحد هؤلاء السود رئيسًا له. فهل تكون هذه نهاية أميركا البيضاء؟
تساؤل طرحته مجلة ذي أتلانتيك، في محاولة لتوقع شكل أميركا المستقبلي بعد نجاح باراك أوباما، أول مرشح أسود في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، في الوصول إلى البيت الأبيض.
ورغم أن المجلة لم تُجِب على كثير من الأسئلة التي طرحتها، قدمت في النهاية قناعة تقول بأن مجرد انتخاب أوباما للرئاسة لن يُقنِع أميركا بالتخلي عن فرزها العنصري.
كان انتخاب باراك أوباما مجرد جزء من اتجاه أكبر يتمثل في (تآكل أميركا البيضاء)، كما مَثّّل حجر الزاوية في معنى أن تكون أميركيًا. وإذا كان زوال أميركا البيضاء حتمية ثقافية وديمغرافية، فكيف سيكون الاتجاه السائد الجديد؟ وكيف سيُمكن لأميركا البيضاء أن تتعايش معه؟ ما الذي سيعنيه كونك أبيضًا، في وقت لم يعد البياض هو القاعدة؟ وهل سيكون عالم ما بعد أميركا البيضاء أكثر فرزًا على أسس عنصرية، أم أقل؟
مشكلة القرن العشرين كانت اللون، فهل سينسحب ذلك على القرن الحادي والعشرين الذي سيحكم فيه رجل أسود دولة نسيجها الاجتماعي متفكك على كل أصعدة الهوية؟
نحن نتوق إلى هجر العنصرية، لكننا لا نزال نعيش داخل بنية التمييز والظلم والتصنيف العنصري الذي ورثناه من النظام الأكبر. يمكننا تعريف أنفسنا عن طريق أسلوب الحياة أكثر مما يمكننا عن طريق لون البشرة، لكن طرق عيشنا لا تزال هي الأخرى تصوغها العنصرية.
نعرف، قليلا أو كثيرًا، أن العِرق خيال يضر أكثر مما ينفع، ورغم ذلك تجدنا نتشبث به دون أن نعرف السبب. لكن ذلك ربما ما كانت عليه الأمور في السابق، وربما أصبح هذا جزءًا من طريقتنا القديمة في النظر إلى الأشياء.
على كل حال، الجيل الذي وُلِد في الثمانينيات والتسعينيات كان يأخذ ثقافة الواقع، ويصوغها بمنظوره الشخصي، (وربما يفعل جيل اليوم نفس الشيء). أما لحظة انتخاب أوباما فلم تكن نهاية أميركا البيضاء، ولا نهاية أي شيء آخر. بل كانت جسرًا، عبرنا فوقه فقط إلى الجانب الآخر.

No comments: