برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Tuesday, November 11, 2008

انفجار الفقاعة


فرانت لاين، 7 نوفمبر 2008
ترجمة: علاء البشبيشي


هل ستُجِبر الأزمة المالية المحافظين الجدد في الولايات المتحدة على تغيير سياساتهم؟ سؤال طرحته مجلة "فرانت لاين"، في وقتٍ اتسع فيه الخرق على الإدارة الأميركية، التي تقف الآن عاجزة أمام الوباء الاقتصادي الذي حل بالبلاد.
وترى المجلة أن بعض الحكومات بدأت في تغيير سياساتها بالفعل، وأن الأمر مجرد وقت لتبدأ الحكومات الباقية هي الأخرى السير على نفس المنهاج طوعًا أو كرهًا، في وقت تفعل فيه الأزمة المالية في دول العالم المتقدم فعل النار في الهشيم.

وجوه فريق بوش تبدو شاحبة؛ فبالإضافة إلى أزمة الخزانة الأمريكية، يوجد دين وطني ضخم، وفاتورة حرب باهظة.
وفي العاصمة واشنطن فقد الرئيس جورج بوش قدرته على التبختر. وبعد أن كان يتسم بالتهور أمام وسائل الإعلام، أضحى شاحب الوجه، وبجانبه يوجد أعضاء فريقه العاملون في الأسواق المالية وعلى وجوههم غبرة، يعلوهم الخضوع. ورغم ذلك مازال بوش وباولسون يحاولان ارتداء أفضل أقنعتهما حتى في أصعب الظروف؛ فحينما بدأت أزمة الرهن في تهديد استقرار الاقتصاد الأميركي قبل عام، قال بوش لشعبه: "إن أسس اقتصادنا قوية، ونسبة التضخم منخفضة". لكن شيئًا مما قاله لم يسمن ولم يغنِ من جوع، ورغم أنه كل مرة يواجه فيها الصحافة يزداد مؤشر داو جونز هبوطًا، إلا أن تطميناته مازالت مستمرة.
وحتى باولسون كان يحاول مؤخرًا ارتداء قناع البهجة والتظاهر بالتفاؤل، لكن حتى لغة جسده كانت كئيبة، وكان يبدو وكأنه يبحث عن أقرب مخرج للهروب.

إنها لعنة بوش وحزبه التي باتت تلاحقهم حيثما حلوا أو ارتحلوا، والتي تسببت في
ارتفاع معدل البطالة الأميركية إلى 6.5% بزيادة قدرها 603 آلاف عامل. وبعد التأكيد على هذه الحقيقة المؤلمة، انتقلت المجلة لتتحدث عن طفرتين اقتصاديتين لم يدوما طويلاً؛ بسبب الجشع تارة، ونتيجة التعتيم الذي يهدف أسباب سياسية تارة أخرى.

في التسعينيات من القرن الماضي شهد الاقتصاد الأميركي طفرة كبيرة، يرجع معظم الفضل فيها إلى فقاعتين اثنتين: أولاهما أحدثتها القفزة في مجال الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، والثانية كانت ثمرة ديون المستهلكين.
الفقاعة الأولى انفجرت خلال عامي 2000 و 2001، حينما فشلت شركات تكنولوجيا المعلومات في الوصول إلى مستوى التوقعات المفرطة. وارتدت الفقاعة الثانية على أدبارها متأرجحة بين بطاقات الائتمان والرهن، وبدأت الأموال التي تُنفَق على تسديد الديون تفوق تلك التي يُشتَرى بها الطعام.

No comments: