
جلوبال فاينانس، نوفمبر2008
ترجمة: علاء البشبيشي
سقط النظام العالمي، ولكي يستعيد عافيته لابد من تناول "دواء مر" طرحته في الأسواق مجلة جلوبال فاينانس، آملة أن يكون فيه الشفاء.
وعلى قدر كارثية السقوط، تكون مرارة الدواء، وعلى العالم أن يتحمل فترة العلاج، وإلا فالتداعيات قد تفوق كل التوقعات.
نهاية مأساوية، تلك التي وصل إليها النظام المالي العالمي، ومشهد مروِّع، ذلك الذي رآه المصرفيون حين انهارت امبراطورياتهم، ورعب هائل، هذا الذي اجتاح حتى الحكومات، لدرجة أن صارت الساحة العالمية مهيأة لفحص مجهري دقيق، ليس فقط للنظام المالي العالمي برمته، لكن أيضا للهيكل الذي يديره.
وتحت هذه الحزمة من القواعد الراهنة أصبح النظام المالي العالمي متسما بعدم الشفافية، ومحفوفا بالمخاطر؛ ما جره إلى حافة انهيار شامل. والثمن بعد كل هذا سيكون باهظًا.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومات لزيادة حصصها في الكثير من كبريات البنوك في العالم، فإن يد المنظم تتحرك صوب النظام المصرفي العالمي بحزم وعدوانية بصورة ستُحدِث الاضطراب في كل المصارف.
والنظام المصرفي الذي طالما تمتع بلمسة المنظم الحنون، يواجه الآن مشهدًا مختلفا للغاية، حذر منه السيد اديرتيرنر -المدير العام لاتحاد الصناعات البريطاني- حين قال: إن المصارف البريطانية تواجه رقابة صارمة، مؤكدًا أن اللمسة هذه المرة ستكون أثقل من ذي قبل، ومطالبًَا بأن تكون تلك الرقابة عقلانية، وتتركز على مواطن الخطر الحقيقية.
No comments:
Post a Comment