
ذا نيشن، 25 مايو 2009
ترجمة: علاء البشبيشي
حول (مستقبل الحلم الأمريكي)، تحدثت مجلة ذا نيشن في موضوع غلافها الأخير، والذي اقتبسته من كتاب للمحلل الاقتصادي المعروف ويليام جريدر، موضحة كيف تحوَّل هذا الحلم الجميل إلى كابوس قبيح، لا يستطيع أحد مواجهته.
ورغم أن الموضوع يقدم بعض النصائح لتخرُج أمريكا من كبوتها، وربما تستعيد حلمها الضائع، يبقى الجزء الأهم هو ذلك الذي تطرق لوعورة الطريق التي تتنكَّبُهَا الولايات المتحدة الآن.
كما فهم فرانكلين روزفلت يومًا، سيؤجل الأمريكيون السيطرة المباشرة، ويتحملون التضحيات القاسية ـ إذا اضطروا إلى ذلك ـ ماداموا مقتنعين بأن المستقبل بإمكانه أن يصبح أفضل من الماضي.
لكننا نواجه في هذه اللحظة الراهنة من التاريخ مشكلة أكثرَ تعقيدًا بكثير. ما الذي ستعِد به أناسًا قيل لهم: إن بإمكانهم الحصول على أي شيء يريدونه؟
كيف ستخبرهم أن "الأوقات الجيدة"، كما عرفناها، ولَّت، ولن تعود إلى الأبد؟!
هاهي الرؤية الضخمة التي أقترح أن يتَّبعها الأمريكيون: حق كافة المواطنين في حياة أرحب. ليس (معنى ذلك) أن تصبح أغنى من جارك، ولا أن تكدس المزيد والمزيد من الأغراض لديك، بل حقك أن تعيش الحياة بكاملها، وهذا ما يرنو إليه الكثيرون اليوم. فالناس ـ حتى الناجحون والأغنياء منهم ـ قد أصابهم الإحباط؛ لأن الأبعاد الغير ملموسة للحياة قد حُجِبت، أو استُبدلت بطرق كَبُرت أو صَغُرت. أما حقيقة أخلاقنا المشتركة فتم إلقاؤها في سلة المهملات باسم العائدات الأكبر.
لقد فقدت العائلات ـ حتى الغنية منها ـ النعم الصغيرة للحياة اليومية؛ مثل التعود على تناول طعام الغداء كل يوم بحضور كل أفراد العائلة.
إن أهم الأساسيات التي ضحينا بها هو الوقت الكافي لممارسة البهجة وألغاز تنشئة الأولاد، والمتعة البسيطة لحب الاستطلاع الناتج عن التفرغ، وتعلم كيف تصنع الأشياء بيديك، والشعور بالارتياح الناتج عن الصَّداقة والتعاون الاجتماعي.