برنامج موضوع الغلاف، يذاع على شاشة قناة المجد الفضائية
مدونةٌ حَوَتْ دُررًا بعين الحُسنِ ملحوظة ... لذلك قلتُ تنبيهًا حقوق النشر محفوظة

Tuesday, July 8, 2008

غابات بريتون ومقياس الذهب.. تاريخ يعيد نفسه


مجلة "ذي يوروبيان بينزنس ريفيو"، عدد مايو- يونيو 2008
ترجمة/ علاء البشبيشي
"من الممتع أن نعود وننظر للماضي من وقت لآخر، سواء كانت دوافعنا لذلك اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية. فدائما

سنجد في التاريخ قصة تقرع نفس الأجراس التي نسمعها في الحاضر" بهذه الكلمات بدأت مجلة "ذي يوروبيان بينزس ريفيو"، موضوع غلافها الأخير، بعودة للماضي، من أجل إطلالة صحيحة على المستقبل، قائلة: عند اندلاع الحرب العالمية الأولى لجأت الدول إلى التخلي عن النظام النقدي الذهبي من خلال إلغاء قابلية إبدال العملات الوطنية بالذهب، والتوقف عن عمليات سك النقود الذهبية، ناهيك عن التجارة الخارجية له، و بذلك ظهر ما يعرف بالنقود الورقية و التي تستمد قوة إبرائها من الدولة التي تصدرها.
و في سنة 1925 أعلنت بريطانيا العودة الى النظام الذهبي و ذلك في إطار نظام السبائك الذهبية
وفي نهاية سنة 1929 عادت بريطانيا لتعلن إنهاء قابلية إبدال الاسترليني بالذهب، بعد الأزمة الاقتصادية العالمية في وول ستريت في خريف نفس العام، تبعتها الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1931، وهكذا فتح الباب أمام بقية الدول للتخلي عن القاعدة النقدية الذهبية.
ربما اختلفت الأزمنة، لكن أسواق الصرف الأجنبي مازالت تُعتبر نسخة مما كانت عليه في الماضي، وإن كان بصورة مختلفة قليلا، وعودة بالأذهان لاتفاقية غابات بريتون ربما تساعدنا أكثر في فهم أوجه التشابه التي تطورت بمرور الزمن.
فمع نهاية الحرب العالمية الثانية جاء مؤتمر "غابات بريتون"، وتحديدا في سنة 1944 وجعل من الدولار الأمريكي الأساس الذي تتحدد من خلاله أسعار صرف العملات، وتعهدت الولايات المتحدة الأمريكية، وفقا لذلك، بتحويل الدولار الأمريكي إلى ذهب عند طلب ذلك على أساس أن يكون كل 35 دولارا مقابل الأونصة الواحدة من الذهب.
لكن ما أهمية غابات بريتون الآن؟ الإجابة تكمن في وجود غابات بريتون جديدة، لكن هذه المرة مرتبطة بالين الصيني، وعملات الدول العربية المرتبطة كلها بالدولار، الأمر الذي جعل تأثير التضخم يتفاقم في هذه الدول كلما زاد تدهور هذا الأخير.
يعتبر ذلك جزءا هاما من التاريخ، لأنه ربما يفسر التطورات المستقبلية، ليس في أسواق الأوراق المالية فحسب، بل في أسواق البضائع، والاعتماد بوجه عام.
وبانتهاء رحلتنا، أصبح من الأهمية بمكان إلقاء نظرة على الاقتصاديات العالمية، والاحتمالات المستقبلية في ضوء الدروس التي تعلمناها. وحينها سنجد الدولار دائما هو جوهرالقضية برمتها، وسنرى تأثير القرار الاقتصادي الأمريكي على النتائج الحالية.

No comments: