
مجلة "تايم" الأمريكية، 29 سبتمبر – 5 أكتوبر
ترجمة/ علاء البشبيشي
إذا وجدتَ نفسك في حيرة من أمرك وأنت تراقب الأوضاع المالية حول العالم، فلا تُحمِّل نفسك فوق طاقتها، فالعيب ليس فيك، فحتى أكثر الناس التصاقًا بهذا المجال باتوا حائرين في ظل أزمة لم يشهدوا لها مثيلا من قبل.
ليس هذا وفقط، بل أصبح أكثر الناس خبرة وذكاء، ممن يديرون الخزانة الأمريكية، وهيئة الاحتياطي الفيدرالي يجدون أنفسهم في موقع رد الفعل، وليس الأخذ بزمام المبادرة.
كلمات حاول من خلالها كل من آندي سيروار وألان سلون تسليط الضوء على الأزمة الاقتصادية الحالية، وربما أرادوا أيضًا أن يخففوا من وطأة الأمر على نفوس الملايين من البشر، بعدما صار حليمهم حيرانًا!
فمع إشراقة كل شمس، يطل رعب مالي جديد برأسه على العالم؛ كما لو كان ستيفن كينج، روائي الرعب الشهير، يدعم الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي، ألان جرينسبان، من أجل أن ينشر قصصًا مرعبة، تحتوي على أرقام محبطة. إنها الأرض المجهولة التي لا يتوقع أحد زيارتها.
هناك نافذتان يمكنك من خلالهما الإطلال على هذا المشهد، الأولى نافذة وول ستريت، التي تُشكِّل النظريات والأرقام والمعادلات ولا تنطق إلا بالهراء والتبريرات، وهناك النافذة الحقيقية، التي تطرح الأسئلة الحاسمة: كيف وصلنا إلى ذلك؟ وكيف يمكننا الخروج منه؟
وبعدما طرحت المجلة أسئلتها، طالبت القراء بأخذ نفسٍ عميق قبل أن تشرع في شرحها، وكيف أن الجنون المالي لم يُلقِ بظلاله على وول ستريت وحدها، بل على كل شبر في البلاد، ولماذا سيدفع معظمنا الثمن في النهاية، وكيف أننا ندفع في الحاضر ثمن ما كسبته أيدينا في الماضي!
إذا ما استمر الاقتصاد في التأرجح، فربما يؤدي ذلك إلى انتكاسة ثانية في النظام المالي، في الوقت الذي لم نتعافَ فيه بعد من الانتكاسة الأولى.
ولكن كيف حدث ذلك؟ ولماذا اجتاحنا الرعب خلال الأربعة عشر شهرًا الماضية؟ فلنفكر في الأمر باعتباره سداد دين قديم!
لقد عمّ الخوف الآن نتيجة أن الأسواق المالية، والمقترضين لم يخافوا من قبل؛ فلم تقلق وول ستريت يومًا من النظام الذي فقد سمعته.
وقد أصبح عدم الخوف هذا تُربة خصبة للجشع والجهل في وول ستريت، وغيرها من الأسواق.
ولأن وول ستريت كانت دائمًا مرتعًا للجشع، تهب عليها ريح عاتية كل عقد أو يزيد، لكن ذلك سرعان ما يُنسى!
No comments:
Post a Comment